رسائل | الرسالة 17 | المِراء 🧐

Описание: #رسائل .. سلسلة فيديوهات دعوية وتوعوية وفقهية قصيرة يقدمها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية لجمهور متابعيه؛ حرصًا منه على وصول مفاهيم الإسلام الصحيحة لشرائح المجتمع المختلفة؛ سيما الشباب، وعرض الموضوعات الدينية التي تمس حياتهم اليومية في صورة سهلة وشيقة.

رسائل | الرسالة 17 | المِراء 🧐 | مع الدكتورة/ إيمان محمد - عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.

ممكن أتواصل مع غيري وأناقشه واختلف معاه باحترام وتقدير طالما إن النقاش مثمر وبنتعلم وبنستفيد من بعض وينتهي النقاش واحنا حبايب؟!
طبعا ممكن.
أما الاختلاف مع الناس لمجرد الاختلاف والدخول الدائم في نقاشات الغرض الوحيد منها هو الجدال والانتصار للنفس في مسائل فاهمين فيها أو حتى مش فاهمين، أو بقصد إظهار خطأ الإنسان اللي قدامي، فده اسمه مراء.
والمراء درجة مذمومة من درجات الجدال، اعتبرته الشريعة الإسلامية آفة من آفات اللسان اللي بتأثر في قلوبنا وعلاقتنا بالناس بشكل سلبي.
عشان كده سيدنا النبي ﷺ ضمن الجنة للي بيترك الجدال غير المثمر ولو كان على حق، وقال: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المِراء وإن كان محقًا.
وكان موقف الإسلام من المراء كده لأنه بيورث الخصومة والعداوة وبيتنافى مع المحبة والمودة وحسن الخلق في التعامل مع الناس، سيدنا معاذ بن جبل ليه مقولة مهمة جدًّا بيقول فيها: إذا أحببت أخًا فلا تماره.
عشان ممكن المحبة بسبب كترة الجدل والاختلاف ومحاولة الانتصار للرأي تنقلب لكره وعداوة.
والجدال على السوشيال ميديا ممكن يبقى أخطر كمان بسبب تخفي المستخدمين خلف الشاشات الشيء اللي بيجرأ كتير منهم على الإساءة والتطاول وعدم مراعاة آداب الحوار أوالتخصصية، بالإضافة لكثرة التعليق والدخول في نقاشات والخروج منها والتنقل بين المنشورات والتطبيقات بكل سهولة، والحقيقة إن الإنسان هيتحاسب قدام ربنا سبحانه وتعالى على كل أعماله سواء كانت هويته معروفة للناس أو مش معروفة، قال سبحانه وتعالى: مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ.
الدين صحيح ضد المراء بس عمره ما كان ضد النقاش والتواصل سواء في الواقع أو على السوشيال ميديا طالما التواصل هيعلمنا حاجة وهيقربنا من بعض.