#رسائل

Описание: تابعونا على الصفحة الرسمية لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية:
  / fatwacenter  

#رسائل .. سلسلة فيديوهات دعوية وتوعوية وفقهية قصيرة يقدمها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية لجمهور متابعيه؛ حرصًا منه على وصول مفاهيم الإسلام الصحيحة لشرائح المجتمع المختلفة؛ سيما الشباب، وعرض الموضوعات الدينية التي تمس حياتهم اليومية في صورة سهلة وشيقة.

#رسائل | رسالة 18 | بُردة المديح 📜 مع فضيلة الدكتور/ أسامة هاشم الحديدي - المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.

بُردة المديح من أشهر القصائد التي مُدح بها سيدنا رسول الله ﷺ
وقصيدة البردة هذه للإمام شرف الدين محمد بن سعيد البوصيري، التي كتبها في القرن السابع الهجري.

ومن أشهر أسمائها البردة والبُرأه والكواكب الدرية في مدح خير البرية ﷺ.

وسبب تسميتها بالبردة أوالبرأة أن الإمام البوصيري رحمه الله ألفها بعد ما أصيب بمرض الفالج وهذا المرض جعله يلازم الفراش فترة طويلة .

وفي ليلة من الليالي بعد ما ألف هذه القصيدة أنشدها تقربا إلى الله سبحانه وتعالى ودعا ربنا سبحانه أن يشفيه، فرأى في المنام أن سيدنا رسول الله ﷺ يمسح على جسده بيده الشريفه ويلقي عليه بردة، والبردة رداء يلبسه الرجال.( فوق الثياب)

وبعدها قام الإمام البوصيري من نومه سليما معافى ومشى على قدميه ومن هنا أطلق عليها البردة والبرأة.

ونظمها الإمام البوصيري رحمه الله في 160 بيتًا

وافتتحها بالغزل العفيف جريانا على عادة الشعراء في كتابة الشعر.

ثم خاطب نفسه ونهاها عن الظلم واتباع الهوى والشيطان.

ثم وصل لموضوع القصيدة وهو مدح سيدنا رسول الله ﷺ

وبين مكانته، وفضله على أمته، وصفاتَه وأخلاقَه وجانبَ من سيرته ﷺ وختم قصيدته باللجوء إلى الله تبارك وتعالى وطلب العفو والمغفرة منه كل هذا بأسلوب بليغ ورصانة أدبية وحسن عرض وتوظيف للمحسنات البديعية.

وعلى مدار سنين طويلة وحتى وقتنا هذا حفظ الناس بردة المديح وأنشدونها وأحيوا بيها احتفالاتهم ومناسباتهم.

إضافة إلى أن علماء الأمة اهتموا بها اهتمامًا بالغًا وشرحوها مثل الأئمة جلال الدين المحلي والإمام الزركشي والإمام ابن هشام الحنبلي والشيخ زكريا الأنصاري وابن حجر الهيتمي، وغيرِهم.

كما اهتم بها الشعراء ونهجوا نهجها وعارضوها وألفوا على منوالها قصائد في مدح سيدنا رسول الله ﷺ ومنهم أمير الشعراء أحمد شوقي في نهج البردة

إلا أن القصيدة فُسِّرت بعض أبياتها تفسيرًا ظاهريًّا دون اعتبار المجاز أوالكناية أوأساليب البلاغة التي استخدمت في هذه القصيدة

وهذه التفسيرات الخاطئة رد عليها العلماء وصححوها.

والإمام البوصيري في قصيدته لم يخرج نبينا ﷺ عن بشريته ولم يصفْه بوصف يجاوز الحد

ومما قاله فيها يدل على ذلك قوله
فمبلغ العلم فيه أنه بشر
وأنه خير خلق كلِهِم

كذلك أخبرنا فيها أن سيدنا رسول الله ﷺ مهما مدحه المادحون وأثنى عليه المثنون لن يصلوا إلى مدح يوافي كمالَه وجماله أو يناسب قدره ومقداره ﷺ

فإن فضل رسول الله ليس له
حد فيعرب عنه ناطق بفم

_______________________________________________
يهتم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بنشر العلم الديني الصحيح، وتصحيح المفاهيم، وتوجيه الرسائل التوعوية والفقهية لجمهور المسلمين حول العالم من خلال منهج الأزهر الشريف الوسطي المستنير.