الدنيا عند الإمام علي عليه السلام
Автор: فوتون
Загружено: 2024-09-27
Просмотров: 1363
Описание:
وَاللَّه مَا دُنْيَاكُمْ عِندِي إِلَّا كَسَفَرٍ عَلَى مَنْهَلٍ حَلَوْا إِذْ صَاحَ بِهِم سَائِقُهُمْ فَارْتَحَلُوا، وَلَا لَذَّاذَتَهَا فِي عَيْنِي إِلَّا كَحَمِيمٍ أَشْرَبُهُ غَسَّاقًا وَعَلْقَمَ أَتَجَرَّعُهُ زَعَاقًا، وَسُمّ أَفْعَى أَسْقَاهُ دَهَاقًا، وَقَلَادَةٌ مِن نَارٍ أَوْهَقَهَا خَنَاقًا وَلَقَدْ رَقَعْتُ مَدَرَعَتِي هَذِهِ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِن رَاقِعِهَا، وَقَالَ لِي: اقْذِفْ بِهَا قَذْفَ الأَتَنِّ، لَا يَرْتَضِيَهَا لِيُرَاقِعَهَا، فَقُلْتُ لَهُ: أَعْزِبْ عَنِّي فَعِندَ الصَّبَاحِ يُحْمَدُ القَوْمُ السَّرَى * وَتَنجَلِي عَنَّا عَلَالاتُ الكُرَى، وَلَوْ شِئْتُ لَتَسَرَّبَلْتُ بِالْعَبْقَرِيِّ الْمَنْقُوشِ مِن دِيبَاجِكُمْ، وَلَأَكَلْتُ لِبَابَ هَذَا الْبَرِّ بِصُدُورِ دَجَاجِكُمْ، وَلَشَرِبْتُ الْمَاءَ الزُّلَالَ بِرَقِيقِ زُجَاجِكُمْ، وَلَكِنِّي أُصَدِّقُ اللَّهَ جَلَّ عَظْمَتُهُ حَيْثُ يَقُولُ: "مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ" فَكَيْفَ أَسْتَطِيعُ الصَّبْرَ عَلَى نَارٍ لَوْ قَذَفْتُ بِشَرَرَةٍ إِلَى الْأَرْضِ لَأَحْرَقَتْ نَبَتَهَا، وَلَوْ اعْتَصَمَتْ نَفْسٌ بِقَلَّةٍ لَأَنْضَجَهَا وَهَجُ النَّارِ فِي قَلَّتِهَا وَإِنَّمَا خَيْرٌ لَعَلِّي أَنْ أَكُونَ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مُقَرَّبًا أَوْ يَكُونَ فِي لَظَى خَسِئًا مُبَعَّدًا، مَسْخُوطًا عَلَيْهِ بِجُرْمِهِ مُكَذَّبًا، وَاللَّه لَأَن أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ مَرْقَدًا وَتَحْتِي أَطْمَارٌ عَلَى سَفَاهَةٍ مَمْدَدًا، أَوْ أَجْرَ فِي أَغْلَالِي مُصَفَّدًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِن أَنْ أَلْقَى فِي الْقِيَامَةِ مُحَمَّدًا خَائِنًا فِي ذِي يَتِيمَةٍ أَظْلَمُهُ بِفَلْسِهِ مُتَعَمِّدًا، وَلَمْ أَظْلِمْ الْيَتِيمَ وَغَيْرَ الْيَتِيمِ لِنَفْسٍ تَسْرَعُ إِلَى الْبَلَى قُفُولَهَا، وَيَمْتَدُّ فِي أَطْبَاقِ الثَّرَى حُلُولَهَا، وَإِنْ عَاشَتْ رَوَيْدًا فَبِذِي الْعَرْشِ نُزُولُهَا.
مَعَاشِرَ شِيَعَتِي احْذَرُوا فَقَدْ عَضَّتْكُمُ الدُّنْيَا بِأَنِيَابِهَا، تَخْتَطِفُ مِنكُمْ نَفْسًا بَعْدَ نَفْسٍ كَذِئَابِهَا، وَهَذِهِ مَطَايَا الرَّحِيلِ قَدْ أَنِيخَتْ لِرُكَّابِهَا، أَلَا إِنَّ الْحَدِيثَ ذُو شُجُونٍ، فَلَا يَقُولَنَّ قَائِلُكُمْ إِنَّ كَلَامَ عَلِيٍّ مُتَنَاقِضٌ، لِأَنَّ الْكَلَامَ عَارِضٌ. وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا مِنْ قَطَّانِ الْمَدَائِنِ تَبِعَ بَعْدَ الْحَنِيفِيَّةِ عَلُوجَهُ، وَلَبِسَ مِنْ نَالةِ دَهْقَانِهِ مَنْسُوجَةً، وَتَضَمَّخَ بِمِسْكِ هَذِهِ النَّوَافِجِ صَبَاحَهُ، وَتَبَخَّرَ بِعُودِ الْهِنْدِ رَوَاحَهُ، وَحَوْلَهُ رِيحَانٌ حَدِيقَةٌ يَشُمُّ تَفَّاحَهُ، وَقَدْ مُدِّلَهُ مَفْرُوشَاتُ الرُّومِ عَلَى سُرُرِهِ، تَعِسًا لَهُ بَعْدَ مَا نَاهَزَ السَّبْعِينَ مِنْ عُمُرِهِ، وَحَوْلَهُ شَيْخٌ يَدُبُّ عَلَى أَرْضِهِ مِنْ هَرَمِهِ، وَذَا يَتِيمَةٌ تَضَوَّرُ مِنْ ضَرَّهَا وَمِنْ قَرْمِهِ، فَمَا وَاسَاهُمْ بِفَاضِلَاتٍ مِنْ عَلْقَمَةٍ، لَئِنْ أَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ لَأَخْضُمَنَّهُ خَضْمَ الْبَرِّ، وَلَأُقِيمَنَّ عَلَيْهِ حَدَّ الْمُرْتَدِّ، وَلَأَضْرِبَنَّهُ الثَّمَانِينَ بَعْدَ حَدٍّ، وَلَأَسُدَّنَّ مِنْ جَهْلِهِ كُلَّ مَسَدٍ، تَعِسًا لَهُ أَفَلَا شَعْرٌ أَفَلَا صُوفٌ أَفَلَا وَبَرٌ أَفَلَا رَغِيفٌ قُفَارَ اللَّيْلِ إِفْطَارٌ مُقَدَّمٌ؟ أَفَلَا عِبْرَةٌ عَلَى خَدٍّ فِي ظُلْمَةِ لَيَالٍ تَنْحَدِرُ؟ وَلَوْ كَانَ مُؤْمِنًا لَاتَّسَقَتْ لَهُ الْحُجَّةُ إِذَا ضَيَّعَ مَا لَا يَمْلِكُ.
وَاللَّه لَوْ سَقَطَتِ الْمُكَافَأَةُ عَنْ الْأُمَمِ وَتُرِكَتْ فِي مَضَاجِعِهَا بِالْيَاتٍ فِي الرُّمَمِ لَاسْتَحْيَيْتُ مِنْ مُقْتٍ رَقِيبٍ يَكْشِفُ فَاضِحَاتٍ مِنَ الْأَوْزَارِ تَنْسَخُ، فَصَبْرًا عَلَى دُنْيَا تَمُرُّ بِأَلْوَائِهَا كَلَيْلَةٍ بِأَحْلَامِهَا تَنْسَلِخُ، كَمْ بَيْنَ نَفْسٍ فِي خِيَامِهَا نَاعِمَةٍ وَبَيْنَ أَثِيمٍ فِي جَحِيمٍ يَصْطَرِخُ، فَلَا تَعْجَبُوا مِنْ هَذَا.
... وَاللَّه لَوْ أُعْطِيْتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا وَاسْتَرَقَّ لِي قَطَّانَهَا مُذْعِنَةً بِأَمْلَاكِهَا عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبَهَا شَعِيرَةً فَأَلُوكَهَا مَا قَبِلْتُ وَلَا أَرَدْتُ، وَلَدُنْيَاكُمْ أَهْوَنُ عِندِي مِنْ وَرَقَةٍ فِي جَرَادَةٍ تَقْضُمُهَا، وَأَقْذَرُ عِندِي مِنْ عَرَاقَةِ خَنْزِيرٍ يُقْذَفُ بِهَا أَجْذَمَهَا، وَأَمُرُّ عَلَى فُؤَادِي مِنْ حَنْظَلَةٍ يَلُوكُهَا ذُو سُقْمٍ فَيَبْشُمُهَا، فَكَيْفَ أَقْبَلُ مَلَفُّوفَاتٍ عَكَمْتُمُوهَا فِي طَيِّهَا؟ وَمُعَجُونَةٌ كَأَنَّهَا عُجِنَتْ بِرِيقِ حَيَّةٍ أَوْ قَيْئِهَا؟ اللَّهُمَّ إِنِّي نَفَرْتُ عَنْهَا نَفَارَ الْمَهْرَةِ مِنْ كِيَّهَا "أَرِيهِ السُّهَا وَيُرِينِي الْقَمَرَ" أَمْ أَمْتَنِعُ مِنْ وَبْرَةٍ مِنْ قَلُوصِهَا سَاقِطَةً وَأَبْتَلِعُ إِبِلًا فِي مَبَرَكِهَا رَابِطَةً؟! أَدِيبِ الْعَقَارِبِ مِنْ وِكْرِهَا أَلْتَقِطُ؟ أَمْ قَوَاتِلَ الرَّقْشِ فِي مَبِيْتِي أَرْتَبِطُ؟ فَدَعُونِي أَكْتَفِي مِنْ دُنْيَاكُمْ بِمَلْحِي وَأَقْرَاصِي، فَبِتَقْوَى اللَّهِ أَرْجُو خَلَاصِي، مَا لِي وَلَعَذَابٍ يَفْنَى، وَلَذَّةٌ تَنْحَتُهَا الْمَعَاصِي؟
سَأَلْقَى وَشِيَعَتِي رَبَّنَا بِعُيُونٍ سَاهِرَةٍ وَبُطُونٍ خَمَاصٍ "لِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيُمَحِّقَ الْكَافِرِينَ" وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِن سَيِّئَاتِ الْأَعْمَالِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ.
Повторяем попытку...

Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео
-
Информация по загрузке: