خطبة جمعة بعنوان ( فليكن لك أثر طيب ) للشيخ طه فتحي هندي
Автор: الشيخ طه فتحي هندي
Загружено: 2020-01-10
Просмотров: 1092
Описание:
فَـلتْــَكُنْ لَكَ بَــصْمَةٌ فِي مُـجْـتَمَعِكَ
الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلَّم تسليماً كثيراً.
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) (102) آل عمران
أحبتي في الله : أَنَّ الفَرْدَ مِنَّا عَنْ قَرِيبٍ مِنْ هَذِهِ الدُّنيَا رَاحِلٌ ، لَكِنْ يَبْـقَى لِكُلٍّ مِنَّا مَا تَرَكَ مِنْ خَيْرٍ، وَمَا خَلَّفَ مِنْ أَثَرٍ طَيِّبٍ، أو أثر خبيث، فَهُنَاكَ مَنْ لا يَتَجَاوَزُ أَثَرُهُ مُحِيطَهُ الضَّيِّقَ، وَهُنَاكَ مَنْ يَعُمُّ غَيْرَهُ أَثَرُهُ، هُنَاكَ مَنْ يَتْرُكُ أَثَرًا سَيِّـئًا، وَهُنَاكَ مَنْ يَتْرُكُ بَصْمَةَ الخَيْرِ حَيْـثُمَا حَلَّ، إِنَّ البِيئَةَ مِنْ حَوْلِكَ –أَخِي- نَابِضَةٌ بِالحَيَاةِ، وَالكَوْنَ مِنْ حَوْلِكَ يُسَبِّحُ بِحَمْدِ اللهِ، فَأَيْنَ مَوْقِعُكَ أَنْتَ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ؟ وَأَيْنَ أَثَرُكَ الطَّيِّبُ فِيمَنْ حَوْلَكَ؟ وَأَيْنَ بَصْـمَتُكَ المُتَمَيِّزَةُ فِي مُجْـتَمَعِكَ؟ وَمَا السَّبِيلُ الَّذِي تَسْـلُكُهُ لِتَكُونَ لَكَ تِلْكَ البَصْمَةُ وَذَلِكَ الأَثَرُ؟
إِنَّ مِمَّا يَجْعَلُ لِلْمَرْءِ الأَثَرَ الطَّيِّبَ فِي مُجْـتَمَعِهِ، وَالأَجْرَ العَظِيمَ عِنْدَ رَبِّهِ، السَّعْيَ لِخِدْمَةِ الآخَرِينَ، وَالتَّطَوُّعَ فِي الأَنْشِطَةِ وَالفَعّالِيَّاتِ الاجتِمَاعِيَّةِ، فَيُسَاعِدُ الضَّعِيفَ، وَيُعِينُ المُحْـتَاجَ، وَيُضَحِّي مِنْ وَقْتِهِ وَمَالِهِ لِصَلاحِ مُجْـتَمَعِهِ الذي يحيا فيه ، وَرَاحَةِ أَهْـلِهِ وَأَبْنَاءِ وَطَنِهِ، وَقَدْ جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صلَّ الله عليه وسلم قَوْلُهُ: (خَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ). وقَالَ: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ).
أحبتي في الله : إِنَّ مِمَّا يُعَمِّقُ الأَثَرَ الطَّيِّبَ لِلْمَرْءِ فِي مُجْـتَمَعِهِ أَنْ يَكُونَ ذَا تَخَصُّصٍ، وَهَؤُلاءِ هُمُ الأَوْسَعُ تَأْثِيرًا فِيمَنْ حَوْلَهُمْ، وَالأَعْـظَمُ أَثَرًا فِي مُجْـتَمَعَاتِهِمْ، وَالأَكْـثَرُ نَفْعًا لأَوْطَانِهِمْ. الْمُـتَخَصِّصُونَ هُمْ مِمَّنْ يَذْكُرُهُمُ التَّارِيخُ وَلا يَنْسَاهُمْ؛ لِعَظِيمِ نَفْعِهِمْ وَعَمِيقِ أَثَرِهِمْ، قال تعالى (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ )
أحبتي في الله: إِنَّ الاختِرَاعَاتِ الَّتِي تَتَنَعَّمُ البَشَرِيَّةُ الْيَوْمَ بِمَنَافِعِهَا مَا كَانَتْ لِتُوجَدَ لَوْلا رُوحُ الإِبْدَاعِ الدَّافِعَةُ لأَصْحَابِهَا، وَمَنَاهِجَ التَّجْدِيدِ وَالإِصْلاحِ الَّتِي جَنَى النَّاسُ حُسْنَ ثِمَارِهَا مَا كَانَتْ لِتُوجَدَ لَوْلا حُبُّ المُبَادَرَةِ عِنْدَ رُوَّادِهَا. بَادَرَ بَعْضُ عُلَمَاءِ الْمُسْـلِمِينَ بِوَضْعِ النِّقَاطِ عَلَى الْحُرُوفِ، وَتَأْسِيسِ عِلْمِ الْعَرُوضِ، وَتَقْعِيدِ قَوَاعِدِ النَّحْوِ وَالصَّرْفِ فِي الْعَرَبِيَّةِ، فَذَهَبَ مَنْ بَادَرَ وَبَقِيَ الأَثَرُ عَظِيمًا، وَمَا زَالَتْ بَصَمَاتُ عُلَمَاءِ المُسْـلِمِينَ الأَوَائِلِ فِي الطِّبِّ وَالرِّيَاضِيَّاتِ وَالفِيزِيَاءِ وَغَيْرِهَا إِلَى الْيَوْمِ، تَدْخُلُ فِي التَّجَارِبِ وَالتَّطْـبِيقَاتِ، وَتُدَرَّسُ فِي المَدَارِسِ وَالجَامِعَاتِ، فَفَتِّشْ فِي ذَاتِكَ عَنْ قُدُرَاتِكَ، وَلا تَسْـتَهِنْ بِإِبْدَاعَاتِكَ، وَبَادِرْ دَائِمًا بِأَفْكَارِكَ الخَلّاقَةِ، وَإِسْهاماتِكَ النَّاجِحَةِ، وَلْتَعْـلَمْ أَنَّ الإِبْدَاعَ وَالمُبَادَرَةَ وَالتَّطْوِيرَ لَيْسَتْ بَحَاجَةٍ إِلَى الذَّكَاءِ وَالفِطْنَةِ بِقَدْرِ مَا هِيَ بِحَاجَةٍ إِلَى الشَّجَاعَةِ وَالإِقْدَامِ، وَالشَّغَفِ وَالْحَمَاسَةِ وَالهِمَّةِ.
فَاتَّقِ اللهَ -أَخِي المُسْـلِمَ-، وَاجْـعَلْ لَكَ أَثَرًا طَيِّـبًا بِحُسْنِ خُلُقِكَ حَيْـثُمَا حَلَلَتْ وَأَيْـنَمَا كُنْتَ، وَاعْـلَمْ أَنَّ الكَلِمَةَ الطَّيِّـبَةَ صَدَقَةٌ، وَأَنَّ تَبَسُّمَكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ. وَكُنْ مُخْـلِصًا للهِ دَائِمًا فِي سَعْـيِكَ وَعَمَلِكَ، وَاطْلُبْ مِنْهُ سُبْحَانَهُ دَائِمًا التَّسْدِيدَ وَالتَّوْفِيقَ.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
Повторяем попытку...
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео
-
Информация по загрузке: