قصة تبكي الحجر | قصة كعب بن مالك قاطعه المسلمون وإغروه الانباط بترك الإسلام | الشيخ بدر المشارى

Описание: قصة تبكي الحجر | قصة كعب بن مالك قاطعه المسلمون واغروه الانباط بترك الاسلام | الشيخ بدر المشارى
قصة كعب بن مالك رضي الله عنه: الامتحان العظيم والتوبة الصادقة
كعب بن مالك رضي الله عنه، أحد الصحابة الذين شهدوا بيعة العقبة وشاركوا في الغزوات مع النبي ﷺ، لكنه مرّ بمحنة عظيمة في غزوة تبوك، والتي أصبحت قصة توبته واحدة من أكثر القصص تأثيرًا في التاريخ الإسلامي.

التخلف عن غزوة تبوك
عندما دعا النبي ﷺ المسلمين للخروج إلى غزوة تبوك، كانت الظروف صعبة جدًا، فقد كان الجو حارًا والمسافة بعيدة، والمؤمنون في حاجة ماسة للإعداد. رغم ذلك، كان كعب بن مالك قادرًا على الخروج لكنه تكاسل وأجّل التجهيز حتى فاتته الغزوة، وبقي في المدينة مع المنافقين والضعفاء.

عندما عاد النبي ﷺ، جاء المتخلفون يعتذرون، وكان بعضهم يكذب ليُعذر، أما كعب فكان صادقًا، وقال للنبي ﷺ بكل وضوح:
"يا رسول الله، والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر، ولقد أُعطيتُ جدلًا، ولكني والله لقد علمتُ لئن حدّثتك حديث كذب ترضى به عني، ليوشكنّ الله أن يُسخطك عليّ، وإن حدّثتك حديث صدق تجد عليّ فيه، إني لأرجو فيه عقبى الله، والله ما كان لي عذر."

مقاطعة المسلمين له
قرر النبي ﷺ أن يعاقب كعب ومعه مرارة بن الربيع وهلال بن أمية بمقاطعتهم تمامًا، فأمر المسلمين بعدم الكلام معهم. تخيل أن المدينة كلها صارت كأنها صامتة بالنسبة لهم، لا أحد يرد السلام، لا أحد يتحدث إليهم، حتى أقرب الناس إليهم، حتى المسجد لم يعد لهم كما كان.

ظلّ كعب يعيش هذا العذاب النفسي العظيم، حتى جاءه ابتلاء جديد:

إغراء ملك غسان له بترك الإسلام
في قمة معاناته، جاءه رسول من ملك غسان يحمل له رسالة تقول:
"لقد بلغنا أن صاحبك قد هجرك، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك."

كان هذا عرضًا من ملك غسان ليضمّه إليه مقابل ترك الإسلام، وهنا يظهر صدق إيمان كعب، فرغم المقاطعة والتجاهل لم يفكر لحظة في قبول العرض، بل قال: "هذا والله من البلاء!" ثم ألقى بالرسالة في النار.

قبول التوبة وفرحة كعب
بعد خمسين ليلة من العذاب النفسي، جاء الفرج! ففي فجر اليوم الخمسين، كان كعب يصلي على سطح بيته، فسمع صوتًا منادياً بأعلى صوته:
"يا كعب بن مالك، أبشر!"

كانت البشرى أن الله قد قبل توبته! انطلق كعب مسرعًا إلى المسجد، وعندما دخل على النبي ﷺ، قال له وجهه يتهلل فرحًا: "أبشر بخير يوم مرّ عليك منذ ولدتك أمك!"

فسجد كعب شكرًا لله، ثم قال: "يا رسول الله، إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله!"، فقال النبي ﷺ: "أمسك عليك بعض مالك، فهو خير لك."

العبرة من القصة
قصة كعب بن مالك تعلمنا:

الصدق منجاة – لو كذب كعب كما فعل المنافقون، لهلك معهم.
الابتلاء يمحص القلوب – المقاطعة كانت قاسية، لكنها كانت تطهيرًا.
الإيمان الصادق لا يتزعزع – رغم الإغراء، لم يخن كعب دينه.
رحمة الله واسعة – التوبة الصادقة تجلب المغفرة والفرج.
قصة تبكي الحجر حقًا، لكنها تنتهي بفرحة عظيمة، وهي فرحة التوبة وقبولها عند الله.
إليك بعض الكلمات الدليلية (Keywords) حول قصة كعب بن مالك:
كعب بن مالك
قصة كعب بن مالك
تخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك
توبة كعب بن مالك
مقاطعة كعب بن مالك
غزوة تبوك
التوبة في الإسلام
النبي محمد وكعب بن مالك
قصة الصحابي كعب بن مالك
الصحابة والتوبة
دروس من قصة كعب بن مالك
حديث كعب بن مالك
التوبة بعد الذنب
الصدق في الإسلام
Join this channel to get access to perks:
   / @nabdalomma