سليمان وملكة سبأ | كيف نُقل العرش في طرفة عين ! | ماذا طلب من الجن ! اقوى المعجزات في التاريخ

Описание: تبدأ قصتنا في مملكة سليمان بن داود عليهما السلام، الملك النبي الذي وهبه الله مُلكًا عظيمًا لا مثيل له. فقد سُخِّرت له قوى خارقة لم تُعطَ لأحد غيره؛ جمع الله له جنودًا من الإنس والجن والطير يسيرون بأمره ويخضعون لسلطانه​. وكان يفهم لغة الحيوانات والطيور ويخاطبها، حتى النمل سمعه وفهم حديثه في إحدى القصص الشهيرة. وهكذا ساد سليمان على مملكة مترامية الأطراف، لا يحكم البشر وحدهم بل والجنّ والمخلوقات الأخرى بإذن الله وقدرته. فكيف لا، وقد جاء في القرآن الكريم: «وحُشِرَ لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يُوزعون»

وسط هذا الملك العظيم كان لسليمان نظامٌ دقيق يُرتب فيه شؤون مملكته وجيشه. ومن بين أفراد جيشه طائرٌ صغير مميز يُدعى الهدهد، كان مكلفًا بمهام استطلاع خاصة. ذات يوم تفقد سليمان طيور جيشه فلم يجد الهدهد في مكانه، فاستغرب ذلك وقال غاضبًا إنه سيُعاقب هذا الطائر المتغيب إن لم يكن لديه عذر مقنع​ لم يكد ينهي كلامه حتى وصل الهدهد على عجل، ووقف أمام سليمان معلنًا أنه جاء بخبر عاجل وأمر خطير اكتشفه في رحلته. قال الهدهد لسليمان: لقد اطّلعت على ما لم يطّلع عليه ملككم العظيم! لقد وجدت مملكة بعيدة في أرض سَـبَأ باليمن، تحكمها امرأةٌ ملكةٌ قوية لديها كل ما يمكن أن يمتلكه حاكم، ولها عرشٌ عظيم مزخرف بالفخامة​ لكن المفاجأة أنها وقومها «يعبدون الشمس من دون الله» بدلًا من عبادة الله الواحد ! كانت تلك الملكة تُدعى بلقيس في الروايات التاريخية، وهي تحكم شعبها بحنكة واقتدار ولكنهم ضالّون عن الإيمان الصحيح. عندئذ أدرك سليمان أن الأمر يتطلب حكمة وتصرفًا سريعًا من نبيٍ وقائدٍ مثله.

قرر سليمان عليه السلام أن يتثبت من خبر الهدهد العجيب وأن يدعو تلك الملكة وقومها إلى الهداية. فقال للهدهد: سنرى صدق كلامك من كذبه. ثم كتب رسالة عاجلة إلى الملكة بلقيس يدعوها فيها إلى الإسلام وطاعة الله عز وجل. حمل الهدهد رسالة سليمان وحلّق بها بعيدًا حتى وصل إلى أرض سبأ، وهناك دخل قصر الملكة خِلسة وأسقط الكتاب في مخدعها. تفاجأت بلقيس بوجود رسالة مختومة بخاتم ملكي غريب لم ترَ مثله من قبل ​جمعت على الفور كبار مستشاريها وحكماء قومها لاستشارتهم في هذا الأمر الطارئ. قالت لهم: «يا أيها الملأ إني أُلقي إليَّ كتابٌ كريم» – أي رسالة عظيمة الشأن – «إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم. ألا تعلوا عليَّ وأتوني مسلمين» هكذا بكل اختصار ووضوح جاءتها الدعوة: رسالة تبدأ باسم الله الرحمن الرحيم، وتأمرهم بألا يستكبروا على الدعوة ويأتوا مستسلمين لله ولرسوله سليمان. وقفت الملكة مذهولة أمام جرأة هذه الرسالة ومضمونها. فمن هو سليمان هذا الذي يكتب باسم إله الرحمن؟ وكيف يتجرأ أن يدعوها هي الملكة القوية إلى الخضوع والإيمان؟ أسئلة عديدة أثارت فضول بلقيس وحيرتها.