استشهاد السيدة فاطمة الزهراء ( ع ) ( ١٠ جمادى الأولى ١٤٤٧ هـ ) الشيخ مصطفى الموسى
Автор: ناجي الخلف - Naji Khalaf
Загружено: 2025-11-04
Просмотров: 49
Описание:
استشهاد السيدة فاطمة الزهراء ( ع ) الشيخ مصطفى الموسى
فضلا وليس أمرا اشترك في القناة لتساهم في رفع صوت أهل البيت عاليا ولك الأجر والثواب
بعد وفاة رسول الله ( ص ) اشتد عليها الحزن والأسى ، ونزل بها المرض لِمَا لاقَتْهُ بسبب الهجوم على دارها ، وَعَصْرِهَا بَين الحَائطِ والبَابِ ، وَسُقُوطِ جَنِينِها المُحسِن ( ع ) ، وَكَسْرِ ضِلعِها ، وَغَصبِ أَرضِهَا ـ فَدَك ـ .
فتوالت الأمراض على وديعة النبي ( ص ) ، وفَتك الحزن جِسمَها النحيلَ المُعذَّبَ حتى انهارت قواها ( ع ).
فقد مشى إليها الموت سريعاً وهي ( ع ) في شبابها الغَض ، وقد حان موعد اللقاء القريب بينها ( ع ) وبين أبيها ( ص ) الذي غاب عنها ، وغابت معه عواطفه الفَيَّاضة .
وَلَما بدت لها طلائع الرحيل عن هذه الحياة ، طَلَبتْ حضورَ أمير المؤمنين علي ( ع ) ، فَعَهدتْ إليهِ بِوَصِيَّتِها ، ومضمون الوصية : أن يُوارِي ( ع ) جثمانها ( ع ) المقدس في غَلس اللَّيل البهيم ، وأن لا يُشَيِّعُها أحد من الذين هَضَمُوهَا ، لأنهم أَعداؤها ( ع ) وأعداء أبيها ( ص) ـ على حَدِّ تعبيرها ـ .
كَما عَهدت إليه أن يتزوَّج من بعدها بابنة أختها أمَامَة ، لأنَّها تقوم بِرِعَايَة ولديها الحسن والحسين ( ع ) اللَّذَين هما أعزُّ عندها من الحياة .
وعهدت إليه أن يعفي موضع قبرها ، ليكون رمزاً لِغَضَبِهَا غير قابلٍ للتأويل على مَمَرِّ الأجيال الصاعدة .
وضمن لها أمير المؤمنين ( ع ) جميع ما عَهدَت إليه ، وانصرف عنها ( ع ) وهو غارق في الأسى والشجون .
وفي آخر يوم من حياتها ( ع ) ظهر بعض التحسّن على صحتها ، وكانت بادية الفرح والسرور ، فقد علمت ( ع ) أنها في يومها تلحق بأبيها ( ص ) .
وعمدت ( ع ) إلى ولديها ( ع ) فَغَسَلت لهما ، وصنعت لهما من الطعام ما يكفيهم يومهم ، وأمرت ولديها بالخروج لزيارة قبر جدّهما ، وهي تلقي عليهما نظرة الوداع ، وقلبها يذوب من اللوعة والوجد .
فخرج الحسنان ( ع ) وقد هاما في تيار من الهواجس، وأَحسَّا ببوادر مخيفة أغرقتهما بالهموم والأحزان ، والتفت وديعة النبي ( ص ) إلى أسماء بنت عميس ، وكانت تتولى تمريضها وخدمتها فقالت ( ع ) له ا: يا أُماه .
فقالت أسماء : نعم يا حبيبة رسول الله ( ص ).
فقالت ( ع ) : اسكبي لي غسلاً .
فانبرت أسماء وأتتها بالماء فاغتسلت ( ع ) فيه ، وقالت ( ع ) لها ثانياً : إيتيني بثيابي الجدد.
فناولتها أسماء ثيابها ( ع ) .
ثم هتفت الزهراء ( ع ) بها مرة أخرى : اجعلي فراشي وسط البيت .
وعندها ذعرت أسماء وارتعش قلبها، فقد عرفت أن الموت قد حلّ بوديعة النبي ( ص ) .
فصنعت لها ما أرادت ، فاضطجعت الزهراء ( ع ) على فراشها ، واستقبلت القبلة ، والتفتت إلى أسماء قائلة بصوت خافت : يا أُماه ، إني مقبوضة الآن ، وقد تَطَهَّرتُ فلا يكشفني أحد .
وأخذت ( ع ) تتلو آيات من الذكر الحكيم حتى فارقت الروحُ الجسد ، وَسَمت تلك الروح العظيمة إلى بارئها ، لتلتقي بأبيها ( ص ) الذي كرهت الحياة بعده .
وكان ذلك في ٨ أو ١٣ من ربيع الثاني من سنة ١١ هـ ، وفي رواية أخرى أنه كان في ١٣ من جمادي الأول من نفس السنة ، وفي رواية أخرى أنه كان في ٣ جمادي الآخرة من نفس السنة أيضا .
ورجع الحسنان ( ع ) إلى الدار فلم يجدا فيها أمهما ( ع ) ، فبادرا يسألان أسماء عن أمهما ، ففاجئتهما وهي غارقة في العويل والبكاء قائلة : يا سيدي إن أمكما قد ماتت ، فأخبرا بذلك أباكما ، وكان هذا الخبر كالصاعقة عليهما.
فهرعا ( ع ) مسرعين إلى جثمانها ، فوقع عليها الحسن ( ع ) ، وهو يقول : يا أُماه ، كلميني قبل أن تفارق روحي بدني .
وألقى الحسين ( ع ) نفسه عليها وهو يَعجُّ بالبكاء قائلاً : يا أُماه ، أنا ابنك الحسين ، كلميني قبل أن ينصدع قلبي .
وأخذت أسماء تعزيهما وتطلب منهما أن يسرعا إلى أبيهما ( ع ) فيخبراه ، فانطلقا ( ع ) إلى مسجد جدهما رسول الله ( ص ) وهما غارقان في البكاء ، فلما قربا من المسجد رفعا صوتهما بالبكاء ، فاستقبلهما المسلمون وقد ظنوا أنهما تذكرا جدهما ( ص ) فقالوا : ما يبكيكما يا ابنَي رسول الله ؟ ، لعلكما نظرتما موقف جدكما ( ص ) فبكيتما شوقاً إليه ؟.
فهرعا ( ع ) إلى أبيهما وقالا بأعلى صوتهما : أَوَ ليس قد ماتت أُمُّنا فاطمة .
فاضطرب الإمام أمير المؤمنين ( ع ) ، وهز النبأ المؤلم كِيانَه ، وطفق يقول : بمن العزاء يا بنت محمد ( ص ) كنتُ بِكِ أتعزَّى ، فَفِيمَ العزاء من بعدك ؟.
وخَفَّ ( ع ) مسرعاً إلى الدار وهو يذرف الدموع ، ولما ألقى نظرة على جثمان حبيبة رسول الله ( ص ) أخذ ينشد ( ع ) :
لِكُلِّ اجتِمَاعٍ مِن خَلِيلَيْنِ فِرقَةٌ * وَكُلُّ الَّذي دُونَ الفِرَاقِ قَليلُ
وَإِنَّ افتِقَادِي فَاطماً بَعدَ أَحمَد * دَلِيلٌ عَلى أَنْ لا يَدُومَ خَلِيلُ
وهرع الناس من كل صوب نحو بيت الإمام ( ع ) وهم يذرفون الدموع على وديعة نبيهم ( ص ) ، فقد انطوت بموت الزهراء ( ع ) آخر صفحة من صحفات النبوة ، وتذكروا بموتها عطف الرسول ( ص ) عليهم ، وقد ارتَجَّت المدينة المنورة من الصراخ والعويل .
وعهد الإمام ( ع ) إلى سَلمَان أن يقول للناس بأن مواراة بضعة النبي ( ص ) تأخّر هذه العشية ، وتفرقت الجماهير.
ولما مضى من الليل شَطرُهُ، قام الإمام ( ع ) فغسَّل الجسد الطاهر ، ومعه أسماء والحسنان ( ع ) ، وقد أخذت اللوعة بمجامع قلوبهم .
وبعد أن أدرجها في أكفانها دعا بأطفالها ـ الذين لم ينتهلوا من حنان أُمِّهم ليلقوا عليها النظرة الأخيرة ، وقد مادت الأرض من كثرة صراخهم وعويلهم ، وبعد انتهاء الوداع عقد الإمام الرداء عليها .
ولما حل الهزيع الأخير من الليل قام ( ع ) فصلى عليها ، وعهد إلى بني هاشم وخُلَّصِ أصحابه أن يحملوا الجثمان المقدّس إلى مثواه الأخير.
ولم يخبر ( ع ) أي أحد بذلك ، سوى تلك الصفوة من أصحابه الخُلَّص وأهل بيته ( ع ) ، وأودعها في قبرها وأهال عليها التراب.
استشهاد السيدة فاطمة الزهراء ( ع ) الشيخ مصطفى الموسى
استشهاد السيدة فاطمة الزهراء ( ع )
وفاة السيدة فاطمة الزهراء ( ع )
وفيات المعصومين ( ع )
Повторяем попытку...
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео
-
Информация по загрузке: