صحح أفكارك؛ فكرة تطور الأنواع كانت موجودة قبل داروين وتحدث عنها كثيرون - عدنان إبراهيم نظرية التطور

Описание: ✍ بالنسبة إلى جد داروين Darwin، فاسمه إراسموس داروين Erasmus Darwin، وهو طبيب، فيلسوف، شاعر، عالم في الحيوانات، وصاحب كتاب مشهور - هو قمة انتاجه النثري وليس الشعري - اسمه تسمية الحيوانات Zoonomia.
✍ هذا الكتاب كان يُسمي فيه الحيوانات، ومن اللافت أن داروين Darwin اعترف طبعاً وأقر بأنه قرأ هذا الكتاب مرتين. قرأه في مُقتبَل شبابه وفي ريعان شبابه، وأُعجِب به جداً! والكتاب يُشير إلى فكرة تحول الأنواع، أي تطور الأنواع. وطبعاً هذه الفكرة لم يبتدعها داروين Darwin، هذه الفكرة قديمة، قال بها فلاسفة أغارقة، وقال بها فلاسفة مسلمون أو إسلاميون. ممن قال بها بشكل مُذهِل إخوان الصفاء، إخوان الصفاء وخلان الوفاء رسائلهم مطبوعة، وأنا قرأت هذه الرسائل، شيء عجيب! يتحدثون عن تطور الأنواع وتحولها بشكل قريب جداً مما توصل إليه علماء التطور الغربيون المُحدَثون، في العصر الحديث! كيف توصلوا إلى هذا؟ شيء غريب!
✍ ابن خلدون في المُقدِمة يتحدث عن تحول الأنواع بشكل مُدهِش جداً! وقال آخر أفق التراب أول النبات، آخر أفق النبات أول أفق الحيوان، وآخر أفق الحيوان أول أفق الإنسان. وقال وآخر أفق الحيوان، مثل القردة - ولعله أراد القردة العُليا، أي مثل الغوريلا Gorilla، أو Chimpanzees، أو إنسان الغاب Orangutan -، ويبدأ هنا الإنسان. شيء غريب! يتحدث حديثاً علمياً!
✍ الجاحظ، الجاحظ المُعتزِلي الكبير، تكلَّم أيضاً في الحيوان كلاماً عن تحول وتطور الأنواع! فداروين Darwin ليس أول مَن تحدَّث عنه. وطبعاً في الغرب هنا، كثيرون سبقوا داروين Darwin، وكلنا سمعنا بالفرنسي جان بابتيست دي لامارك Jean-Baptiste De Lamarck، صاحب نظرية المشهورة جداً في تحول الأنواع، لكن طبعاً تختلف في جوهرها وفي طرقها وآلياتها العلمية عن جوهر وآليات نظرية تشارلز داروين Charles Darwin.
✍ باختصار هي نظرية الاستعمال والإهمال Use and Disuse! إذا استُعمِل العضو، تحت ظروف تضطر الحيوان أن يُكثِر من استعماله أو أن يستعمله على نحو مُعين، نما هذا العضو وتضخم وتخصص وتقوم. وإذا تم إهماله فإنه يضمر، وربما يختفي. هذه نظرية لامارك Lamarck! وطبعاً الآن هي نظرية لم تعد تقريباً تحظى باعتبار كبير، ليس لها إلا أدنى الحظ من الاعتبار، في مُقابِل نظرية التطور العضوي لتشارلز داروين Charles Darwin، بآلية الانتخاب الطبيعي، ضمن آليات أخرى كثيرة طبعاً، ولكن الانتخاب الطبيعي أشهر آلياتها.
✍ أيضاً في سنة ألف وثمانمائة واثنين وأربعين نُشِرَ كتاب عن الآثار الباقية للتاريخ الطبيعي للخلق Natural History of Creation،. كتاب أثار ضجة كبيرة! يتكلم أيضاً عن تحول الأنواع، وعن الأصول الحيوانية للآدمية، للبشر! وأثار ضجة كبيرة جداً ومُعارَضة عارمة، وخاصة لدى المُؤسَسة العلمية المُمثَلة في صف العلماء في كامبريدج Cambridge بالمملكة المُتحِدة. ولم يُعرَف من الذي ألف هذا الكتاب، ثم اكتُشِف بعد ذلك أن الناشر الاسكتلندي لهذا الكتاب، وهو روبرت تشامبرز Robert Chambers، هو الذي ألفه! هو قال أنا مُجرَد ناشر، والمُؤلِف لا يُريد أن يُعرَف. ثم اكتشفوا أن الناشر هو الذي ألفه!
✍ الكتاب في مُجمَله كما يقول النقاد ليس علمياً، ولكن فيه تبصرات. فيه أفكار وتبصرات علمية لافتة، وفيه جرأة عجيبة! لكن هُوجِم هجوماً شديداً من المُؤسَسة الدينية والمُؤسَسة العلمية على سواء. وكان من أشهر الشخصيات الذين هاجموا هذا الكتاب عالم الجيولوجيا Geology الإنجليزي الشهير آدم سيدجويك Adam Sedgwick، الذي سيتعرف عليه داروين Darwin وسيستفيد منه الكثير.
✍ إذن فكرة التطور وتحول الأنواع مطروحة في السوق وموجودة! فعندك لامارك Lamarck، عندك إراسموس داروين Erasmus Darwin، عندك تشامبرز Chambers، وكثيرون كانوا يتكلمون عن هذا! وسوف نرى ما الجديد الذي أضافه داروين Darwin، لماذا داروين Darwin بالذات هو الذي عُرِفَ وصار تقريباً أيقونة هذه النظرية، أو أيقونة هذا الفكر التطوري بعامة؟ سوف نرى - إن شاء الله - كل شيء في وقته.

◀ مُستخلَص من سلسلة #نظرية_التطور - الحلقة الأولى، للدكتور #عدنان_إبراهيم:
   • نظرية التطور: الحلقة 1 | من هو تشارلز داروين؟