فقه المذاهب الأربعة هو فقه الصحابة | الشيخ صالح العصيمي

Описание: فالأئمة الأربعة - رحمهم الله - معدودون في سادات الفقهاء من هذه الأمة ورؤوس الاقتداء؛ فإنهم ممن شهر الاقتداء بهم والاتباع لهم، وتحقق هذا في الأمة الباقية اليوم منذ قرون؛ فإن الفقه الموجود فيها منسوب إلى واحد من هؤلاء الأربعة، فبقيت مذاهبهم محفوظة أصولا وفروعا.
والفقه الموجود في المذاهب الأربعة هو فقه الصحابة والتابعين وأتباع التابعين؛ فإن الفقه الذي كان في الصدر الأول تسلسل مسبوكا في كل مذهب من هذه المذاهب المتبوعة؛ فإذا بصرت بغور كل مذهب متبوع، وجدت جمهور أقواله يرجع إلى واحد أو اثنين أو ثلاثة من الصحابة ومن كان لهم من الأصحاب الآخذين عنهم.
فإذا رأيت ما يذكر عن أبي حنيفة في مذهبه من الأقوال، ألفيت هذا هو فقه أهل الكوفة الذي كان رأسه عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، ثم بعد أصحابه؛ كمسروق بن الأجدع، وعلقمة بن يزيد، وعبد الرحمن بن يزيد، ومن بعدهم من أصحاب أصحابهم، ثم حفظ تأصيلا وتدليلا في فروعه وأصوله فيما ينسب إلى أبي حنيفة من الفقه.
وقل مثل هذا في سائر المذاهب المتبوعة؛ فهي في حقائق أمرها بواتق حفظت فيها تلك المذاهب التي كانت لمن قبلهم من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين؛ فمذهب أبي حنيفة - كما تقدم - بوتقة حفظ فيها فقه ابن مسعود وأصحابه من الكوفيين، ثم من بعدهم من فقهاء أهل الكوفة؛ كإبراهيم النخعي، ثم بعده كسفيان الثوري، وغيرهم من فقهاء أهل الكوفة.
فاطلاعك على مذاهب الأئمة الأربعة مآله الاطلاع على مذاهب الصحابة والتابعين وأتباع التابعين.