وقف الحجاج أمام امرأة عجوز فهزمته بكلمة واحدة فقط لن تصدق ما قالته له الشرح في الوصف

Описание: امرأة في وجه الطغيان كيف وقفت أسماء بنت أبي بكر أمام الحجاج فسكت ولم يقدر أن يرد

في زمان كانت الكلمة فيه لا تُسمع إلا إذا خرجت من فم سلطان
وكان الظلم هو القانون
وكان الخوف هو اللغة التي يتحدث بها الناس
برزت امرأة واحدة وقفت على الضد من كل ذلك
لم تكن تملك سيفا
ولم تقُد جيشا
لكنها واجهت أعتى طاغية في زمانها بكلمة واحدة
فخاف وارتبك ثم سكت
إنها أسماء بنت أبي بكر الصديق
أم الشهيد عبد الله بن الزبير
رضي الله عنهما

قُتل عبد الله بن الزبير في عام ثلاث وسبعين هجريا
على يد الحجاج بن يوسف الثقفي
بعد أن حاصر مكة بالمنجنيق
واقتحمها وهدم الكعبة
وقتل عبد الله وصلبه عند البيت الحرام
ليكون عبرة للناس
مشهد مرعب لا يحتمله قلب أم
ولا تنساه ذاكرة التاريخ

لكن أسماء لم تكن ككل الأمهات
حينما علمت أن ابنها قُتل ومُثّل بجثته
لم تنهار ولم تبك
بل وقفت كالجبل
جاءت حفيدتها تبكي
تطلب منها أن تذهب إلى الحجاج لتستعطفه
كي يُنزل جثمان عبد الله
فأبت
فأرسل الحجاج من يهددها
إما أن تأتي إلي
أو أبعث إليك من يسحبك بشعرك

فأجابت بجملة خالدة نُقشت في ذاكرة الأمة
والله لا آتيك
حتى تبعث من يسحبني بشعري

لم يتحمل الحجاج هذا الرد
فذهب بنفسه إلى بيتها
ظن أنه سيرهبها
لكنه فوجئ بعجوز تبلغ المئة من عمرها
ثابتة النظرة
شامخة الجبين
دخل وقال لها ساخرًا
كيف رأيتني يا أم عبد الله
فأجابته بلا تردد
رأيتك أفسدت عليه دنياه
وأفسدت على نفسك آخرتك

ثم ألقت عليه حكما نبويا لم ينسه التاريخ
فقالت
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
يخرج من ثقيف كذاب ومبير
أما الكذاب فقد رأيناه
وأما المبير فلا أراه إلا أنت

وهذا الحديث صحيح
رواه الإمام مسلم في صحيحه رقم ألفين وخمسمائة وخمسة وأربعين
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إن في ثقيف كذابا ومبيرا
فالكذاب كما فسره العلماء هو المختار
والمبير أي المفسد السفّاك هو الحجاج

كان وقع الحديث على الحجاج كالصفعة
لم يجد ما يرد به
وخرج من بيتها خائفا مذعورا
ثم أصدر أمرا بإنزال جثة عبد الله بن الزبير من على الصليب ودفنه

أسماء بنت أبي بكر لم تكن تفتعل بطولة
ولم تبحث عن مجد
لكنها كانت امرأة رباها الصديق
وعاشت في بيت النبوة
وأدركت بعين اليقين أن المواقف تكتب في السماء قبل أن تُذكر على الأرض

لم يكن هذا أول موقف لأسماء
فقد وقفت يوم الهجرة مع أبيها
وشاركت في إخفاء النبي صلى الله عليه وسلم في غار ثور
وشقت نطاقها نصفين لتضع فيه الطعام
ولهذا سميت ذات النطاقين
وكانت في شبابها تواجه أبا جهل حين جاء يسأل عن النبي وأبيها
فصفعها على وجهها
لكنها صبرت ولم تتكلم

ثم ها هي في شيخوختها
تقف أمام طاغية العصر
لا بجسد قوي
ولكن بثبات عظيم
وقلب لا يخاف إلا الله

ماتت أسماء بعد تلك الواقعة بأيام
لكنها ماتت كما عاشت
ثابتة
عزيزة
شامخة

ومات الحجاج بعدها بسنوات
وظل اسمه في كتب التاريخ مقرونا بالظلم
أما هي
فاسمها لا يُذكر إلا مقرونا بالشرف والثبات والإيمان

هكذا كانت نساء الصحابة
يكتبن المجد ليس بالحبر
بل بالدم والمواقف

.

هاني يونس ٢ مايو ٢٠٢٥
المقال مستوحى من كتب سير أعلام النبلاء والطبقات الكبرى والبداية والنهاية وتاريخ الطبري
والحديث الصحيح مروي في صحيح مسلم رقم ٢٥٤٥
وهو من الأدلة القطعية على وصف الحجاج بالمبير

#أسماء_بنت_أبي_بكر #عبدالله_بن_الزبير #الحجاج_بن_يوسف #قصة_صحابية #مواقف_تاريخية
#شخصيات_إسلامية #بطولات_من_السيرة #أم_عبدالله #المرأة_المسلمة #قوة_الكلمة
#foryou #trending #powerful
#هاني_يونس